المجانين فى نعيم

المجانين فى نعيم

بقلم جلال عامر ١٥/ ٣/ ٢٠١٠

أعطنى حريتى أطلق يديا ومنذ مطلع القرن التاسع عشر حتى مطلع الكوبرى يوم السبت الماضى والمواطن يعانى من ازدواجية أن الوطنى لازم يكون رجعى يؤمن بأن بيت المرأة هو قبرها وأن البحث العلمى حرام والبحث الجنائى حلال وأن حرية التعبير تقتصر على حصص اللغة العربية، وكلنا يعرف ما فعله سعد زغلول مع الصحافة عندما تولى رئاسة الحكومة وما فعله مع كتب التنوير عندما تولى رئاسة البرلمان.. وهو مع الأسف ما يريده الآن بعض دعاة التغيير.. فالحلو مثل عروس البحر ما يكملش، الرأس رأس إنسان لكن الجسم جسم سمكة وأحياناً العكس دائرى..

وإنى خيرتك فاختارى، فمن لم يجد اسمه فى قائمة «فوربس» لأغنى أغنياء العالم سوف يعثر عليه بالتأكيد فى كشف «المرتبات» وكأنه لا يصلح أن نجمع بين الحسنيين «الثروة والمرتب» كما فعل الوزير السابق أو بين «الوطنية والتقدم» كما تفعل باقى الشعوب..

ومن عاش فى الغابة مثلى يعرف أن الأسد لا يرتدى نظارة شمس سوداء إلا فى المناسبات أو عند عرض برامج شوبير، ومع ذلك يستطيع أن يميز بين حكومة تفضّل حبس الرجال ومعارضة تفضّل حبس النساء، فهل المجانين فى نعيم أم أصحاب العقول فى راحة يوم الجمعة؟! وعندنا فى حارتنا كل بيت مرسوم عليه جمل ومركب وطيارة ومكتوب على بابه «حج مبرور» إلا بيت عم «سعيد» لأنه الوحيد الذى حج بصحيح وأخذ معاه مراته رغم رفض بعض دعاة التغيير وتهديدهم لها بالخطف..

لذلك أنا مع تغيير أشخاص «أفقرتنا» وأيضاً مع تغيير أفكار «أخرتنا».. ونحن أجمل شعوب الأرض خاصة عندما «نسرح» شعرنا ونضع فازلين ونعمل «فرق» بين الوطنية والتقدم ثم نرتدى قانون «الطواقى».. واحترنا بين «السقا» الذى ينحنى للأمام من ثقل القربة وبائع العرقسوس الذى ينحنى للخلف من ثقل «الدورق»..

وأنا مولود فى يوم يقع على الحدود بين نهاية برج العذراء وهو برج يعاديه بعض دعاة التغيير وبداية برج الميزان وهو برج تابع لوزارة التموين لذلك تجدنى حائراً بين «القربة» و«الدورق»، وعندما تعبت سألت الباتعة الكيكى عن ذلك قالت لى: (خليك كده زى البيت الوقف، آخد ريعك وبعدين أبيعك).

كالعاده عدة مواضيع داخل موضوع واحد

تكفي لتشتيت ذهني
مع كمية كافية من الرمزية
تكفي لقراءة الموضوع اكثر من مره

في التعليق على مقالات جلال
اجد نفسي حائرا على اي موضوع او على اي نقطه اعلق
كلها مواضيع تستحق
ولكنها مدمجه

جيرتني يا استاذي

» مغامرات صحفي في مستشفى المجانين