الباش مهندس الدعـــم الـفـــنــّى و مراقب المشرفين
عدد الــمــساهـمــات : 2229 تاريخ الميلاد : 12/12/1989 العمر : 34 العمل/الترفيه : طالب بهندسة شبرا الفرقة : غير ذلك القسم أو الشعبة : غير ذلك تاريخ التسجيل : 19/06/2008 الأوسمة :
| موضوع: الجنازة حارة و الميت «كأس» السبت يونيو 05, 2010 12:42 am | |
| الجنازة حارة والميت «كأس» انتقلنا من زمن «الاحترام» إلى زمن «الاحتراف»، فأصبح اللاعب يُباع بالكيلو والتشجيع يُشترى بالقطعة، وأنا لا أستطيع أن أفرق بين الروح الرياضية وروح الخل، فأنا من أنصار «برناردشو»، الذى كان لا يمارس إلا رياضة المشى فى جنازة الرياضيين، لذلك حصل «شو» على «نوبل» ولم يصل إلى كأس العالم، وبعد أن مات أصبحت السياسة هى التى تسير فى جنازة الرياضة، خاصة فى الدول التى تعانى من وعكة صحية مثلنا.. تراجعت العقول وأصبحنا نعيش فى «غابة من السيقان».. وأحياناً يتواجد «فرح» جنب «طهور» وتشتد المنافسة، ومع ذلك عندما يطلق «الضابط» صفارته إيذاناً بانتهاء السهرة تتعانق أم «العروسة» مع أم «المطاهر» وتسلم عليها وينسون من الغالب ومن المغلوب.. والحمد لله رب العالمين أنا لم أعين نفسى (شاعر أو باحث أو مؤرخ أو منسق عام لفريق غرق)، لكننى أعلم أننا نذهب إلى كأس العالم مرة واحدة كل ستين سنة ونلعب هناك ثلاث مباريات.. ثم نشترى من هناك ملابس وعطوراً وأجهزة كهربية ونعود من هناك حاصلين على البوتاجاز أبوعيون، أى أننا لعبنا هناك تسع ساعات فقط خلال قرن كامل فهل يستحق ذلك هذا التعصب؟.. لقد كتب الإعلام الرياضى بنفسه لافتات التعصب فى المدرجات والشتائم فى المدونات وهذا ليس سلوك فرد، لكنه سياسة دولة تصارع المسلم مع المسيحى والسنى مع الشيعى والأهلاوى مع الزملكاوى ويجلسون هم فى المدرجات مثل أباطرة الرومان.. فقد رفعت الدولة يدها عن الأراضى والمصانع ووضعت رجلها فى الملاعب لتصبح الجنازة حارَّة والميت «كأس»، وسبحان الله العلى العظيم كل مرشح ينظم فى حارتنا دورى كرة شراب (ليستغل الرياضة) ويسهرون صباحى فلا ننام ونقلب عليهم مية الغسيل لكنهم لا ينصرفون لأنهم يتمسكون بالديمقراطية تحت البلكونة.. وبعد المباراة يغمض المرشح عينيه ويمسك مسبحة ويتوجه مع المتفرجين ليؤمهم فى صلاة الفجر (ليستغل الدين) ثم يبكى بعدها بكاءً مراً حتى تبتل لحيته فيسأله الناس عن سر بكائه فيقول (خايف أسقط!!).. ضاع زمن الانتماء للوطن وأصبحنا فى زمن الولاء للفانلة واللامؤاخذه.
بقلم جلال عامر ٢/ ٦/ ٢٠١٠ | |
|