الأخطاء المقصودة (1) :: ابن السوق

عبد الرحمن الأبنودى كتب:: أما الوطنية الآن فهى المزاحمة بالأكتاف على حلبات الصراع الاقتصادى التى يمثل ترمومتر التصدير النتائج النهائية لمبارياتها الدامية القاسية !

قلت لنفسى : ماذا فى بلادنا مما لا يوجد منه فى أوروبا أو أمريكا أو كل البلاد التى تستورد؟ ماذا مما هو متوفر عندنا بلا ثمن و لا يوجد لديهم منه شئ و يكون سهلا خفيفـًا فى تصديره ، اقتصاديًا فى نقله؟ فكرت عميقـًا ثم فجأة هبطت الفكرة على الوعى كالوحى ، خرجت صائحًـا : وجدتها وجدتها. الكذب ، النفاق ، الخوف ، الهيافة ، اللا انتماء ، عدم الإحساس بالوقت ، الـ ... الـ ...

جبال لا تنفد مناجمها و مخزونها. مواد خام شديدة النفع لهم إذ ليس من المعقول أن يعيش الإنسان جادًا إلى هذا الحد ليلا و نهارًا طوال عمره. لا بد من بعض الراحة. من خلط الجدية بعجينة الهيافة حتى تصبح الحياة محتملة.

هكذا اكتشفت أننى سوف أنجح فيما فشل فيه الاقتصاديون. هؤلاء الذين يريدون تصدير ملابس و منتجات زراعية من إنتاجنا و صنع أيدينا بدل أن يفكروا - مثلى - فى تصدير ما هو متوفر فى بلادنا لدرجة المجانية. رخيص السعر. سهل النقل. لا يحتاج إلى تعليب أو تغليف مما اشتهر به المصريون عالميًا !

من مقال ابن السوق

» الأخطاء المقصودة