الشرعية الكروية....لعبد الرحمن يوسف القرضاوي

هذا المقال هوه الحقيقة ايميل وصلي من موقع الشاعر

واحببت ان انقله لكم

"من المفروض أن أبدأ هذا المقال بمقدمة سخيفة تتعلق بأولويات المجتمع والحكومة و الأمة ، أحاول فيها أن أظهر قدرا لا بأس به من الثقافة الرياضية – ولا سيما الكروية – لكي لا يظن ظانٌّ أنني – لا قدَّرَ الله – من أعداء الرياضة أو كرة القدم ، و لكني لن أبدأ بهذه المقدمة السخيفة ، لا لشئ سوى لسخافتها ...!
أقول بدون مقدمات لقد أصبحت كرة القدم مخدرا حقيقيا للشعب المصري، بدون أي مبالغةٍ أو تجنٍ ،و أصبح النظام الحاكم يجيد استغلال كرة القدم سياسيا !
بالكرة ... بالكرة فقط ... يُسْمَحُ للناس أن يمارسوا حب مصر ، أما أن يُسْمَحَ بحب مصر بالعمل المتقن ، أو بمشروع سياسي ، أو اقتصادي ، أو خيري ، أو ثقافي ، أوبخوض انتخابات من أي نوع ... هنا تنهال تهم الخيانة و العمالة و الفساد و الإفساد والرغبة في (الاستيلاء) على الحكم !
ما زلت أذكر – ولن أنسى ما حييت – كيف تواطأ الناس على أنفسهم في شتاء عام 2006 م ، حيث أسكتوا أصوات ألف غريق غرقت بهم عبارة السلام 98 ، كي لا تُفْسِدَ أصواتُ الغرقى متعةَ انتصارٍ كروي في بطولة قارية تافهة ...!
لقد كانت لحظة عارٍ مركب ، اشترك فيها الحاكم و المحكوم ، والظالم و المظلوم ، و القاتل و القتيل ، و المجرم و البريء !
لقد أصبحت (الإنجازات) الكروية مبررا لاستمرار النظام ، و أصبحت تأخذ أكبر من حجمها ، و كأن هذا النظام مهمته أن يصنع منتخبا كرويا ، لا أن يكون هو – أي النظام – منتخبا من الناس ...!
أستمع أحيانا إلى المعلقين الرياضيين و هم يدعون الله قبل بدء مباراة فأشعر من دعائهم أن جيش مصر على الجبهة ...!
و أسمع صرخات فرحة النصر فأشعر أن الرئيس تنحى ...!
و أسمع لعنات الهزيمة – و هي شيء لو تسمعون بذئ – فأظن السب و اللعن موجهين إلى جيش يحتل أرضنا ...!
و تستمر المهزلة ، يتابع الناس عبر عشرات الفضائيات الدوري المصري ، والسعودي ، و الجزائري ، و المغربي ...الخ
كما يتابعون الدوري الإنجليزي، والإسباني، والإيطالي، ولبرازيلي، الأرجنتيني
و لكل شخص ناديه المفضل في كل دولة من هذه الدول ، و لاعبه المفضل في كل ناد من هذه الأندية ، و مدربه المفضل ، و حارس المرمى المفضل ... الخ
ثم بعد ذلك تتابع الناس (كؤوس العالم) ، للناشئين و الشباب و الكبار ، وتبدأ المتابعة بمباريات التصفيات قبل البطولة نفسها بعامين أو أكثر ...!
ثم بعد ذلك (كؤوس القارات) ، و لا ننسى متابعة تصفيات هذه الكؤوس ...!
ثم يتابع الناس البطولات القارية المخصصة للأندية ، و هم من خلال كل ذلك يتابعون :
1 – صفقات انتقال اللاعبين المحليين و الدوليين و المدربين .
2 – فضائح اللاعبين مع نجمات السينيما ، و ما تيسر من أشكال البذخ و الانحراف
3 – تحليلات المباريات في الصحافة و التلفزة ، بحيث لا يكتفي المشاهد بمشاهدة المباراة ، بل يشاهد تحليلا لها و نقدا ...!
و بعد كل ذلك لا نكتفي بما نتابعه ، بل نجلس أمام الشاشات لنلعب مباريات كرة قدم "افتراضية" بين فرق العالم المختلفة ، في لعبة سخيفة تأكل وقت الناشئة أكلا ، و تسفه أحلامهم في الحياة تسفيها لا نظير له ...!
لا مساحة للعمل الجاد وسط هذا الغثاء ...!
لو أحصينا كم ينفق الناس من أوقاتهم على هذا الهذر ، لعرفنا أننا ضحية "فيروس" خطير يفتك بعقول بشبابنا و بناتنا .
وفي نهاية الأمر ... و رغم أن شرعية النظام أصبحت " شرعية كروية" ، إلا إنه يفشل في تحقيق إنجازات كروية أيضا ، فبعد ما يقرب من ثلاثة عقود على أنفاسنا ، نجد كمية البطولات قليلة جدا ، إذا قورنت بدولة كالسعودية أو المغرب أو العراق ...!
و ليس ذلك بغريب ... لأن الاستبداد يسبب كل أشكال الانحطاط ... حتى في الكرة ...!
لا أخفيك سرا – قارئي الكريم – أصبحت بمرور الوقت أكره أن يفوز المنتخب في أي مباراة أو بطولة !"[size/]

[size=24]عبدالرحمن يوسف
القاهرة 22/6/2009

أعجبنى جدا هذا المقال...
للأسف الكره الآن أصبحت هوس الشعوب ووسيله الحكام المستبدين عامه والمصريين خاصه فى إلهاء الشعوب عن الإلتفات لمشاكل البلد ،فبصبح المواطن المصرى تفكيره فى شيئين لا غير ..لقمه العيش والكره!!!
نحن لا نقول لا للكره ولكن لا يجب أن تأخذ أكثر من حجمها وهى أنها أولا وأخير مجرد "لعبه"

***ملحوظه صغيره أرجو أن تتقبلها بصدر رحب،لا أدرى إذا كنت تعرف هذه المعلومه أم لا ولكن عبد الرحمن يوسف يفضل دائما أن يكتب إسمه كما هو بدون إضافه اسم القرضاوى وهذا ليس تقليلا أبدا من وزن الشيخ القرضاوى حفظه الله ولكن كما فهمت أنه لا يريد ان تقترن شهرته بشهره أبيه ولكن يريد صناعه إسمه بنفسه...لذا وجب علينا أياً ماكان السبب أن نحترم رغبته...
أعتذر للإطاله وأشكرك على نقل هذا المقال الرائع...
تحياتى...!!

قعدت اضحك ضحك هستيرى لما لقيت على قنوات مختلفة اغانى كانت بتتغنى ساعة الحرب و انتخابات رئاسة الجمهورية (ان صح نقول انتخابات يعنى) - بتتغنى ساعة ما مصر تكون هتلعب او بتلعب او لعبت
و نفس الضحك الهستيرى ضحكته لما قعدوا يواسوا ف حسن شحاته و (رجاله) بعد الهزيمة من منتخب أمريكا
ماشفتش المواساة دى ساعة ما الجنيه المصرى خسر كرامته و كبريائه أمام الدولار الأمريكى
إيه التفاهة اللى بقينا فيها دى؟؟
و يلفت انتباهنا قوى لما شخصية هايفة تهين لعيب و نزعل و نتضايق جدًا
و مانحسش باننا مقصرين فى حق امرأة فلسطينية بتهان أو مواطن عربى مش فى أمان و مواطن مصرى مش عارف ايه حقوقه أصلا !i!
و الله انا مش عارف احنا طايقين نفسنا ازاى
بجد لازم نبتدى حل .. يعنى نلاحظ و نفكر
كفاية سذاجة و سخافة بقى ..

اشكـــرك يا أس
قلبت عليا المواجع و البركة فى الشاعر

والله الراجل دا عنده حق بس بيتهيألي انه بيبالغ شوية

الأخ حماده..
مع إحترامى الشديد لرأبك..
لا أعتقد أن الكاتب قد بالغ أبدا فى وصفه للموقف،وهذا ليس مجرد راى ولكنه مسنود بوقائع ...
هل ذهبت مره لمشاهده الماتش فى الإستاد أو فى قهوه؟؟
هل شاهدت الناس وهى تصرخ كالمجنونه عند ضياع هدف أو إحراز هدف؟؟
قارن مايفعله الناس فى المباريات بما يفعلونه عند حدوث الكوارث وستجد النتيجه كارثه أخرى....
أعرف أشخاصا ينطمون حياتهم على حسب مباريات كره القدم،ومن المؤكد أنك سمعت عن من طلق مراته لخساره فريقه فى إحدى المباريات..
قارن إهتمام الناس بالكره بإهتمامهم بمن يسرقونهم طوال اليوم ،قارن إهتمام الناس بالكره بإهتمامهم بأزمه غزه أو العراق أو أفغانستان..
للأسف...نحن فى أزمه ولم يبالغ الشاعر أبد
...........!!

اقتباس :

الأخ حماده..
مع إحترامى الشديد لرأبك..
لا أعتقد أن الكاتب قد بالغ أبدا فى وصفه للموقف،وهذا ليس مجرد راى ولكنه مسنود بوقائع ...
هل ذهبت مره لمشاهده الماتش فى الإستاد أو فى قهوه؟؟
هل شاهدت الناس وهى تصرخ كالمجنونه عند ضياع هدف أو إحراز هدف؟؟
قارن مايفعله الناس فى المباريات بما يفعلونه عند حدوث الكوارث وستجد النتيجه كارثه أخرى....
أعرف أشخاصا ينطمون حياتهم على حسب مباريات كره القدم،ومن المؤكد أنك سمعت عن من طلق مراته لخساره فريقه فى إحدى المباريات..
قارن إهتمام الناس بالكره بإهتمامهم بمن يسرقونهم طوال اليوم ،قارن إهتمام الناس بالكره بإهتمامهم بأزمه غزه أو العراق أو أفغانستان..
للأسف...نحن فى أزمه ولم يبالغ الشاعر أبد
...........!!

عندك حق وشكراً لإهتمامك بالموضوع

شكرا للجميع على التعليقات الجميلة والرائعة الي فيها اختلاف لوجهات النظر

وده الي بيحاي الحوار والنقاش

احب اولا ان ابدي رائي في كلام الشاعر الكبير
الحقيقة انا شايف ان الكلام الي كتبه ليس بعيد عن الواقع بل هوه في الصميم
حيث اثار موضوع لازلنا نعيش تحت ظلاله منذ امد وهوه كرة القدم التي اصبحت هوس
وانا فعلا استغرب كمية الاغاني الوطنية التي تكتب من اجل هذا الموضوع والتي والله لا مكان لها الا ساحات المعارك
ولا انسى كما لم ينسى الشاعر صرخات ضحايا العبارة والتكتم من اجل البطولة القارية التي كانت ومازالت مجرد كرة بعد ان تنتهي المباراة يحزن من يحزن و ينتشي من ينتشي بالفوز وغدا تعود الامور الى نصابها
ولكن هل ارواح هؤلاء عادت من جديد؟؟؟

اشكر سارة سقر على تفاعلها معانا فالشكر جزيل الشكر لها

» اخبط دماغك في الحيطه ......لعبد الرحمن يوسف
» اجسام برنال الكروية
» لمصر لا لعبد الناصر
» ألبوم Without You .. سامى يوسف
» خلف الموكب ...! عبدالرحمن يوسف