osamakhayyal عالم مشهور
عدد الــمــساهـمــات : 1190 تاريخ الميلاد : 19/02/1991 العمر : 33 العمل/الترفيه : طالب على ما تفرج /سماع الشعر الفرقة : الثانية القسم أو الشعبة : جيولوجيا تاريخ التسجيل : 31/12/2008 الأوسمة :
| موضوع: ليس فى التطبيع إباحة وقباحة! الجمعة يوليو 10, 2009 9:27 pm | |
| استغربت سؤال الدكتور زقزوق: ماذا جرى حين جلس شيخ الأزهر على منصة واحدة مع بيريز فى مؤتمر «حوار الأديان»، فى قازاقستان. واستغربت أيضا تهوينه من المنظر وقوله إن الاثنين لم يتبادلا أى كلام، ثم إشارته إلى أن الشيخ تجاهل محاولات حاخامات إسرائيل مصافحته، وجه الغرابة فيما قاله وزير الأوقاف المصرى إنه لم ير أى دلالة غير عادية فى جلوس الرئيس الإسرائيلى على طاولة واحدة مع شيخ الجامع الأزهر، لم ينتبه إلى رمزية الإمام الأكبر، وإلى كون الصورة تبعث برسالة إلى العالم الإسلامى تبرئ ساحة إسرائيل وتبيض صفحتها، وتغسل أيديها من دماء الفلسطينيين التى مابرحت تريقها منذ ستين عاما على الأقل.
دعك من أن الرجلين لم يتبادلا أى كلام، لأن ذلك مما يصعب إثباته، ومع ذلك فإنه إذا صدق فلا يغير من الأمر شيئا. إذ الصورة هى الأهم، الأمر الذى يسوغ لى أن أقول إن بيريز ربما شارك فى المؤتمر، فقط لكى يظهر مع شيخ الأزهر فى صورة واحدة، لم يكن ينقصها سوى أن يخرج الرجل للأمة الإسلامية التى لم تنس لإسرائيل جرائمها، تماما كما ذهب إلى مؤتمر الحوار الذى رعته السعودية فى واشنطن لكى يظهر فى صورة واحدة مع الملك عبدالله، ويخرج لسانه للأمة العربية بأسرها.
إن الدكتور زقزوق، وهو وزير الأوقاف وشئون الأزهر، لابد يعرف أن شيخ الأزهر ليس مسئولا مصريا عاديا، ولكنه يجلس على رأس مؤسسة لها حضورها ونفوذها فى مختلف أنحاء العالم الإسلامى.
لست أشك فى أنه يدرك الفرق بين الوزير فى الحكومة المصرية، والإمام الأكبر الذى يجلس على رأس مشيخة الأزهر، والأول موظف حكومى أولا وأخيرا، إذا لم يلتزم بسياسة الحكومة فيتعين عليه أن يغادرها، باعتبار أن ذلك الالتزام ضرورة مفروضة بأمر الوظيفة، أما الثانى فالحكومة المصرية تعينه حقا فى منصبه وتعطيه راتبه، لكنه موظف من نوع شديد الخصوصية، بمعنى أنه عابر للحدود بطبيعة موقعه، وكلمة الأول لا قيمة لها خارج حدود مصر، أما الثانى فله مقامه الخاص فى محيط الأمة الإسلامية، وكلمته ومواقفه لها رنينها المعتبر فى جميع أرجاء العالم الإسلامى، وحين يصبح الأمر كذلك فإن تهوين وزير الأوقاف من شأنه يثير الدهشة والتعجب.
أدرى أن الأزهر تم تقزيمه، فصغر حجمه وتراجعت فاعليته، وانكسرت هيبته، بعدما أصبحت الكلمة العليا فيه للأجهزة الأمنية، التى أحكمت سيطرتها على كل مفاتيح ومفاصل الخطاب والتأثير الدينى فى مصر لأسباب مفهومة، لكنى أتصور أن وزير الأوقاف يعرف قيمته التاريخية، ويفترض فيه أن يكون حريصا على تلك القيمة، على الأقل فى خطابه المعلن على الملأ.
تستمر دهشتنا حين نطالع فى تصريحات الوزير قوله إن شيخ الأزهر تجنب الحديث مع بيريز، وإنه تجاهل محاولات حاخامات إسرائيل مصافحته، ذلك أن الكلام هنا يبدو متناقضا، لأن الوزير لا يجد غضاضة فى أن يجلس الإمام الأكبر مع بيريز على طاولة واحدة.
بينما ينوه إلى إنه لم يتحدث مع الرئيس الإسرائىلى أو أحد من الحاخامات، كأن الظهور فى الصور تشمله الإباحة، فى حين أن تبادل الحديث معهم هو عين القباحة. وهى مفارقة تبعث على الرثاء بقدر ما تثير من الضحك، ذلك أن من حق أى أحد أن يتساءل: أى مؤتمر حوار هذا الذى لا يتبادل المشاركون فيه الكلام؟ وبأى منطق يقبل الظهور مع الإسرائىليين فى الصور، ثم يستهجن الحديث معهم؟
إن التطبيع مثل الحمل، يكون أو لا يكون، إذ ليس هناك نصف حمل، إلا أن يكون فقه التطبيع قد تطور، وأصبح فيه ما هو شفوى وتحريرى، أو شرعى وعرفى! | |
|