حديث آخر الأسبوع

حديث آخر الأسبوع

بقلم جلال عامر ٣/ ٦/ ٢٠١٠

أكتب على أوراق الشجر سافر حبيبى وهجر وأنا قلبى طيارة ورق.. وكان المرحوم «أنور السادات» يكره «الأوراق» ويرفض تدوين محاضر الجلسات، وهو صاحب المقولة الشهيرة كلما أحضروا أمامه أوراقاً «إنتم عايزين تموتونى زى عبدالناصر»،

لذلك لم يكن غريباً أن يتصل أحد الوزراء بالأستاذ «هيكل» يوماً ليطلب منه صورة من «اتفاقية القاهرة»، التى وقعت فى مصر بين الفلسطينيين واللبنانيين وليس غريباً ألا نعثر على مستندات تدين الوزير السابق،

فقد ذهبت مع الريح وأن نتجه إلى «لندن» كلما احتجنا إلى مستندات «مياه»، أو نتجه إلى «دبى» كلما احتجنا إلى أدلة «دماء»، وحتى لو ضاعت «كامب ديفيد» ذات نفسها عندنا الصورة ونحن نرفع العلم وأغنية «سينا رجعت تانى لينا» وشهادة الشهود.. دولة بلا أرشيف هى وطن بلا ذاكرة وعيب أن يترك لنا الفراعنة نص اتفاقية «قادش»، ثم نبحث نحن عن صورة من اتفاقية «القاهرة».. ألاقى معاك مستند زيادة؟..

طبعاً نحن فى أول الشهر وحضرتك قابض وجايب بطيخة ومستغنى عن المقال، لكننى أذكرك أن الطوارئ «قانون قديم» انتهت وبدأت الطوارئ «قانون جديد» عقبال «التمليك» ومتأسف لأننى أحضر لك اليوم رابطاً رأسى بمنديل وواضع على جبهتى نصف ليمونة،

فالسيد لواء الشورى صاحب الجنين فى بطن أمه ومؤسس مدرسة المبايعة داخل البطن احتل الفضائيات، أمس، ليرد على مزاعم التزوير داخل الصندوق بالمستندات.. رغم أننا فشلنا حتى فى تجهيز مستندات لتقديمها إلى الفيفا فى مباراة الجزائر ولم نتعلم من «الباتعة الكيكى» التى كانت تدون كل كلمة يقولها «التيحى» لتبلغ عنه..

لدرجة أنه عندما كان يشرب المعسل و«يكح» تكتب إنه «سعل»، وعيب أن تكون هناك دولة أطول من «الباتعة» وأعرض من «التيحى»، وبدون أرشيف، وكلما وقعت فى مأزق واحتاجت إلى وثيقة «تسعل» أمام الأفراد و«تسعل» أمام الدول كده ممكن تصيبهم بالبرد.. والإهمال أيضاً.

» حديث آخر الأسبوع
» حديث قدسي تهتز له الأبدان