اعتبر المفكر المصري الاسلامي جمال البنا في ندوة بمنتدى الحوار في مكتبة الاسكندرية ان بعض المفاهيم التي يطرحها الفقهاء قد تصل الى حد التناقض مع مفاهيم القران.
وقال البنا في الندوة التي عقدت مساء الاحد تحت عنوان "الحرية والاسلام" ان "حرية الفكر والتعبير في القران مطلقة ولكن لابد ان اضيف ان القران شيء والفقهاء شيء اخر فالفقهاء يمثلون فهمهم الخاص للاسلام في ظروف معينة يحتمل معها ان تختلف مفاهيمهم عن مفاهيم القران بل قد تصل الى حد التناقض مع هذه المفاهيم".
وتابع "اكبر دليل علي ذلك أن الرسول بين معنى الحرية في تصرفاته بينما نجد الفقهاء يغلقون ابواب الحرية ويحددون عقوبة الموت للمرتد ويحولون الحكم الي صيغة فقهية".
واضاف هذا المفكر الاسلامي المثير للجدل ان "ما يقوله الفقهاء غير ملزم لاننا نلتزم بالقران وتعاليمه وهو يعبرون عن ارادتهم فحسب وعن النظام السياسي الذي يحكمهم نحن نعالج قضية حرية الفكر كما يعالجها القران فالايمان والكفر قضية شخصية لا إكراه فيها".
وكان البنا بدأ حديثه عن نشأة الدين الإسلامي وكيف انه نشأ في بيئة حرة.
وقال ان "الحرية في الاسلام تنبع من الحق وحرية الفكر هي التي تجعلنا نميز بين الحق والباطل ما بين الحقيقة والخرافة وبالتالي لا يكون للحق وصاية عليها لأنها هي التي تعرفنا بالحق".
واشار الى ان "القران تحدث عن التعددية الدينية بينما الدستور المصري لا يعترف بالبهائية ولا يتيح التعددية وهذا ما يجعل من مشاعر التعصب الدين بين المسلميين والمسيحيين لا مبرر لها لان الاديان قيم ثابتة لن يؤثر عليها ارتداد الافراد.
وادار الندوة الامين العام الاسبق للمجلس الاعلى للثقافة المصري الناقد جابر عصفور الذي اشار الى البنا "هو من اهل العقل الذين يغلبونه على النقل ويحترمون العقل البشري".
وجمال البنا هو الشقيق الاصغر لحسن البنا مؤسس جماعة الاخوان المسلمين في مصر وهو من المفكرين الليبراليين الذين كثيرا ما تثير اراؤه الجدل الشديد.
ومن اهم كتاباته "المراة المسلمة بين تحرير القران وتقييد الفقهاء" و"الاسلام والعلقانية" و"ما بعد الاخوان المسلمين" و"مسؤولية فشل الدولة الاسلامية في العصر الحديث".