مقالات عمر طاهر (4)

فتوي التوك توك

كعادة معظم المواطنين المصريين عند خروجي من البيت أترك جهاز الراديو مفتوحًا علي إذاعة القرآن الكريم بصوت شبه عال، هناك من يفعلون ذلك باعتبار أن صوت القارئ المنبعث من المحطة هو أشطر جهاز سيكيورتي، فتري محالاً تجارية مغلقة ولكن ينبعث من داخلها صوت الإذاعة التي تقدم في معظم الأوقات ترتيلاً لمولانا الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، وبذلك عندما يهم لص ما بكسر باب المحل لسرقته سيكون صوت القرآن أعلي من صوت إبليس الذي يوسوس له بالسرقة وهكذا سيتراجع وربما بكي ندمًا علي باب المحل وهي خطة، نقطة ضعفها الوحيدة أن يكون اللص مسلمًا أصم أو قبطيًا، أصحاب البيوت يقدمون علي الفكرة نفسها عندما يكون البيت خاليًا كخدعة تجعل اللص يعتقد أن المنزل ليس خاليا مما يستوجب منه الانصراف والبحث عن شقة أخري وهي خطة، نقطة ضعفها أن تكون الكهرباء مقطوعة لمدة ساعة، وهو ما يحدث كثيرًا هذه الأيام والساعة كافية لتقشيط شقة 500 متر بواجهة بحرية تشطيب سوبر لوكس.

كثيرون يتركون إذاعة القرآن الكريم منصوبة داخل المنزل الخالي علي سبيل التبرك بعناية كلام الله وأنا منهم، أنشد البركة بيقين تام في المقام الأول ،لكنني في المقام الثاني أعرف أننا لا نعيش بمفردنا في هذا العالم، وأن جيراننا غير المرئيين في الكوكب لم يتركوا مكانا دون أن يسكنوه وهم مثلنا، منهم الطيبون ومنهم (سلام قولاً من رب رحيم) أرباب الأذي والعكننة، ولأنني لا أعرف طبيعة زملائي في السكن ولا أستطيع أن أحدد إلي أي نوع ينتمون، قررت أن أتعامل معهم بكل مودة ورحمة، فإذا كانوا من الطيبون أترك لهم الإذاعة مفتوحة ليتعلموا شئون دينهم وليستمعوا إلي كلام الله، وإذا كانوا من أرباب الأذي فكلام الله قادر علي أن يهديهم ويجنبنا شرورهم، ولم يحدث يومًا أن دخلت البيت بعد يوم طويل وإذاعة القران الكريم منصوبة به إلا وجدت قدرًا من السكينة يستقبلني، قد تعتقد أنني أرجع إلي البيت متأخرًا وساعتها بيكونوا هما نايمين ولكن صدق أو لا تصدق إنهم لا ينامون أبدا.

منذ يومين عدت وكان الراديو مفتوحًا ولم تكن هناك تلاوة، بل برنامج بريد الإسلام الذي يقدمه الإذاعي إبراهيم مجاهد في بدايته، وهو برنامج يجيب عن أسئلة المستمعين كما فهمت من اسمه، كنت علي وشك أن أغلق الراديو ولكنني استمعت إلي سؤال جعلني رفعت الصوت وكلي فضول لمعرفة الإجابة ،كان السؤال (عندي ابن كثيرًا ما يثير المشاكل وهو مغرم بركوب التوك توك، فأقسمت علي زوجتي بالطلاق إذا ركب الولد التوك توك يومًا ما، وفي إحدي المرات رأيته أثناء عودتي يركب التوك توك بالقرب من البيت فهل أصبح الطلاق واقعًا؟)، كانت مسألة إنسانية معقدة تستحق السخرية لولا أنها مرتبطة بمستقبل عائلة، وبحرص السائل أيًا كانت ثقافته علي إرضاء الله، وللأمانة كان عالم الدين المنوط به الإجابة والذي للأسف لم ألحق أن أحفظ اسمه رجلاً وقورًا ونموذجًا لعالم الدين الحريص علي التوجيه والتربية قبل الفتوي وأحببته؛ إذ بدأ كلامه بتوبيخ السائل وبتلقينه درسًا في عدم الاستهتار بميثاق الزواج الغليظ، وجعل يمين الطلاق سهلاً علي اللسان، ووبخه علي سوء الأدب في رهن مصير العلاقة الزوجية المقدسة بتفاصيل الحياة اليومية التافهة وأعطاه درسًا في أن القسم بالطلاق دليل علي ضعف الزوج واهتزاز شخصيته وعدم قدرته علي السيطرة علي أهل بيته بالحسني، ولم أستطع أن أمنع نفسي من الابتسام عندما ارتفعت نبرة العالم موبخا قائلاً (إيه العلاقة بين التوك توك والطلاق؟!.. فهمني إيه العلاقة بين التوك توك والطلاق؟!)، وبعد أن أنهي درسه قدم له إجابة مفصلة أذكر منها - وأرجو أن أكون ناقلاً أمينًا - أن في حالة هذا الربط الأهوج بين التوك توك ومصير العائلة فإن الطلاق لم يقع وقال إن السائل ملزم بكفارة يمين وهي تشبه كفارة أي قسم عادي وهي عبارة عن إطعام عشرة مساكين أو إخراج ما يوازيها نقدًا.

انتهي البرنامج فأغلقت الراديو وتخيلت السائل وهو يعود إلي بيته وكله خجل من تسرعه وتخيلت زوجته تستقبله مُطْلقة زغرودة فرحًا بالفتوي وبقي الابن في مخيلتي طول الليل فقد كنت متأكدًا من أنه سيعود إلي ركوب التوك توك في أقرب فرصة.

هههههههههههههههههه

طب يعني هو الراجل ده مش عايز ابنه يركب توك توك ليه ؟

اعتقد ان هذا الكاتب لا يصبو الى موضوعه بوضوح

لاحظ معي اخي
اولا بدأ بالكلام عن تشغيل القران الكريم
ليحمي من السرقة ومن ثم تكلم عن انه يشغل القرآن لذللك الغرض والى غرض اخر
هوه الحماية من الجن
ثم تكلم عن برنامج كان يستمع له وكتب ما سمعه
ولكن!!!!
ما علاقة البرنامج والفتوى التي فيه والتوك توك بالفكره الاولى
!!!!!!!!!
ربما انا اصغر من انتقد كاتب كبير ربما وله عموده ولكن
اي محور الموضوع الذي يدور حوله القضية والتي في وجهة نظري لم تفدني بشيئ

اشكرك اخي احمد تحياتي

» مقالات عمر طاهر (1)
» مقالات عمر طاهر (2)
» مقالات عمر طاهر (3)
» مقالات عمر طاهر (5)